أسماء بنت يزيد رضي الله عنها 🌓
صحابية متميّزة ضربت مثالاً رائعاً في الإيمان والصبر والعلم
هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأوسية الأشهلية وهي صحابية جليلة , وتكون ابنة عمة معاذ بن جبل حيث يلتقي نسبها مع نسَب الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه في جدّهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الاسهل
📍اسلامها
أسلمت في العام الأول للهجرة ، وكان أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع " وأسماء بنت يزيد ابن السكن " وحواء بنت يزيد بن السكن وكانت أسماء رضوان الله عليها تعتـز بهذا السبق إلى المبايعة فتقول : (( أنا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ))
اشتهرت أسماء بفصاحتها وسميت بـ"خطيبة النساء" واشتهرت بمتابعتها أمور دينها والتعرف على دقائق أموره ، حيث كانت تسأل النبي عن أحكام دينها ، وكثيرا ما كانت أخواتها النساء يستعن بها للاستفسار من النبي عن أمورهن فتستجيب لذلك وتذهب إليه فتسأله وولهذا عرفت بأنها خطيبة النساء لأنها كانت تدافع عنهن وتسأل عن حقوقهن
عرفت السيدة أسماء بنت يزيد بحرصها على سماع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وروايتها، وسؤاله عما أشكل عليها منها، لتكون على بصيرة في دينها كانت رضي الله عنها تسأله عن دقائق الأمور لتتفقه في دينها فقد كانت قوية الشخصية لا تستحي من الحق وبذلك يقول عنها ابن عبدالبر، كانت من ذوات العقل والدين، ومن ذلك أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة رضي الله عنها، فسألته عن غسل المحيض ؟ فقال : تأخذ إحداكن ماء وسدرتها، فتطهر بها فتحسن الطهور، الحديث رواه البخاري.
📍جهادها
شهدتْ أسماء غزوة الخندق وغزوة خيبر، وخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية ، وبايعت بيعة الرضوان . وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة خرجت رضي الله عنها إلى بلاد الشام حيث شاركت في معركة اليرموك في الشام ، وكانت تشارك مع النساء بسِقاية الجرحى وتضميدهم ، وفي ضرب مَن يَفِرّ من المعركة من جنود الإسلام ، ومن قصص شجاعتها أنها اقتلعت عمود الخيمة وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت يومها تسعة من جنودهم .
📍روايتها للحديث
روت فيما يذكر 81 حديثًا، وروى عن أسماء ثلة من أَجِلاّء التابعين ، كما روى أصحاب السنن الأربعة : أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد
وهي الثالثة بين النساء، فلم تسبقها سوى عائشة ، وأم سلمة رضي الله عنهن
وفي السيدة أسماء نزلت آية حكم عِدّة المطلقات ، فقد أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن أسماء بنت يزيد قالت : طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى : ﴿ والمطلقات يتربصن بأنفسهنّ ثلاثة قروء ﴾ [البقرة: 228]، كانت أسماء أوّل معتدّة في الإسلام.
وكانت وثيقة الصلة بعائشة رضي الله عنها، وهي التي زينتها يوم عرسها وزفافها للرسول صلى الله عليه وسلم وكانت حريصة على إكرام النبي صلى الله عليه وسلم وضيافته في دارها، وفي هذا تقول : "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مسجدنا المغرب، فجئت بلحم وأرغفة، فقلت : بأبي وأمي تعش ، فقال لأصحابه : "كلوا باسم الله، فأكل هو وأصحابه الذين جاؤوا معه ، ومن كان معه من أهل الدار، وإن القوم أربعون رجلا ، ثم شرب من ماء عندي ، ثم انصرف
أوتيت سيدتنا أسماء بنت يزيد رضي الله عنها فصاحة الكلم، وحسن البيان، وسحر البلاغة، وكانت رضي الله عنها تنوب عن نساء المسلمين في مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بهن، وقد أتته ذات مرة وهو بين أصحابه الكرام رضي الله عنهم فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله, أنا وافدة النساء إليك, إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم, وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج, وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله , وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير..
فالتفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله, ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي إليها فقال: "افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله". فانصرفت المرأة وهي تهلل
📍وفاتها
كانت قد سكنت دمشق. وعاشت إلي دولة يزيد بن معاوية
و توفيت أسماء في حدود السبعين هجرية . وقبرها في دمشق بالباب الصغير
وفي سيرة السيدة أسماء رضي الله عنها دروس عظيمة أولها أن تلميذات بيت النبوة كن زوجات ناجحات وأمهات متفانيات ومع ذلك لم يمنعهن هذا من الاجتهاد في طلب العلم والتزود منه والتفقه في الدين ..